المرأه والرجل وجهان لعمله واحده لكل منهم دوره الرئيسي والأساسي في تكوين الأسره
والحفاظ علي كيانها ولايمكن أن نحمل أحد منهم القيام بدور الآخر حتي لايختل توازن الأسره ولكي تنجح الأسره لابد أن تقوم علي أساس متين الا وهو المشاركة في الأدوار وليس إنقسامها لأن مشاركة الأدوار تجعل بينهم ألفه ومودة ورحمة وتنشأ أطفال أسوياء نفسياًوأجتماعياً ولكن تقسيم الأدوار تجعل لكل واحد فيهم عالمه الخاص من المهام ويؤدي ذلك الي البعد فيما بينهم ويختل توازن الأسره فالمطلوب هو إيجاد توازن في دور الرجل والمرأه فدور الرجل في منزله حيوي وذو أثر بالغ الأهمية لأنه هو صِمَام الأمان للأسرة أما المرأه هي الحضن الدافئ للأسرة فلايمكن الأستغناء عن أي طرف منهم وهنا أشدد علي أهميه التوعيه الثقافية والتنشئة الدينيه فالدين جعل الأسره متكاملة ومنظومه تسير بتعاون جميع أفرادها وإذا أنصلحت أنصلح باقي المجتمع.
لذا كان من المفيد جدا عرض دور كل من المرأة والرجل داخل الأسرة حتى يتضح لنا الكثير مما غفل عنا وحتى نصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تعد سببا رئيسا في انقسام وتشتيت الأسرة.
ولنبدأ بدور المرأة التي تعتبر أساس الأسرة ومصدر سعادتها وشرط استمرارها..
فالمرأة كزوجة ليست مجرد خادمة أو مربية او طاهية ولكنها تعتبر السكن ومصدر الراحة والطمأنينة والاستقرار العاطفي والروحي لأسرتها بوجه عام وزوجها بوجه خاص.
هي أيضا داعمة للزوج سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العام ، هذا الدعم الذي يصل بالزوج الى الشعور بالثقة بالنفس والثبات الانفعالي والراحة الذي بدوره يؤدي الى نجاحاته في العمل والعلاقات الإجتماعية وغيرها.
أما دورها الثاني فهو دورها كام ،هذا الدور الذي اختصت به المرأة هو ليس بالهين ولكنه خاص بها فهي بتكوينها الفطري قادرة عللى آداؤه على خير مايجب.
دورها هنا لا يقتصر على النظافة والترتيب وامأكل والملبس ومراجعة الدروس وفقط،بل أن في الحقيقة هذه الأدوار يستطيع غيرها أن يؤديها عنها وربما بمهارة أكبر منها.
إذا ماهو دور الأم؟؟..هو التربية، تربية أبنائها على احترام الذات والآخرين، وغرس القيم والأخلاق السليمة وأساليب المعاشرة والتعامل وغرس الثقة والمحبة والمشاعر السليمة في قلوبهم والسعي على الوصول بهم لتحديد أهدافهم والعمل على تحقيإذا المرأة هي المساعد القوي والداعم الأمين الذي يأخذ بساعد كل فرد من الأسرة للوصول به لما يتمنى بما يتناسب مع طموحه واهدافة.
ولا يجب أن تغفل المرأة دورها تجاه نفسها في تطويرها وتحسينها ومحاولة التصالح الدائم مع النفس.
كما نعلم أن الزواج ميثاق غليظ … وبناء كيان الأسرة أمر شديد الأهمية لبناء المجتمع ، فكما أن للزوجة دور كبير في نجاح الأسرة فإن للرجل دور لا يقل أهمية عنها .
برغم أن المجتمع الشرقي يحمل كل المسؤولية على المرأة لكن الأسرة القويمة السليمة الصلبة البنيان تقوم بناء على اجتماع الاسرة كلها وقيام كل فرد فيها بدوره كاملاً.
وهنا نذكر بعض الأدوار التي يتوجب على الرجل القيام بها سعياً لبناء أسرة متوازنة :
• المهمة الأولى المعروفة هي كفاية متطلبات البيت الخارجية ، فعلى الرجل أن يسعى لتلبية متطلبات أسرته المادية وأن ينفق عليهم ويوسع عليهم في الإنفاق ، وفي ذلك فضل عظيم (( إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها الصوم, ولا الصلاة, ولا الصدقة, ولكن يكفرها السعي على العيال ))
• المشاركة في أعمال المنزل ، فالرسول صلى الله عليه وسلم برغم ما يحمل من هموم الدعوة والغزوات كان يعمل في مهنة أهله ، يخيط ثوبه ويخصف نعله وفي هذا التعاون بناء كبير للألفة بين الزوج وزوجه.
• الملاطفة واللعب والسعي لإسعاد الزوجة دور مهم على الزوج أن يضعه من أولوياته سعياً للحفاظ على أسرته ، وهي أمور بسيطة كأن يناديها بأحب الأسماء لها ،أو يلاعبها بلعبة يحبانها سوياً ، وأن يحرص على نزهة اسبوعية أو شهرية يتقاربان معاً بعيداً عن ازدحام الحياة ومهامها، وهذا ممكن بتحديد الوقت المناسب وتنسيقه معاً بما يتناسب مع ظروفكما.
• الصبر على الزوجة ، تتعرض الزوجة كثيراً لتغير المزاج المفاجئ وذلك بسبب تعرضها لتغير الهرمونات شهرياً ، على الرجل أن يتفهم هذا ويصبر عليها إذا لقي منها سلوكاً عارضاً لا يرضيه، وهناك قصة مفادها ﺃﻥ ﺭﺟﻞاً ﺫﻫﺐ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺸﺘﻜﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﺻﻤﻪ ﻭ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﺫ ﺑﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺗﺨﺎﺻﻤﻪ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻢ ﺑﺎﻹﻧﺼﺮﺍﻑ ﻭﺇﺫ ﺑﺄﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻔﻚ ﺑﺒﺎﺑﻲ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ؟ ﻗﺎﻝ ﺟﺌﺖ ﺃﺷﺘﻜﻴﻚ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺨﺎﺻﻤﻚ ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻲ ﺃﻧﺎ ،، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺎﺭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺑﺴﻄﺖ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻭ ﻃﻬﺖ ﻃﻌﺎﻣﻲ ﻭﺗﺤﻤﻠﺖ ﺃﻭﺯﺍﺭﻱ ﺃﻭﻻ ﺃﺣﺘﻤﻠﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ .
• المشاركة في تربية الأبناء أمر هام جداً ، فهي مهمة الأم والأب وليست مهمة أحدهما فقط ، وعلى الطرفان الاتفاق في تقسيم الأدوار التربوية والسياسة التي سيتبعانها في تربية أبنائهم.
• اللعب مع الأبناء ومصاحبتهم ، لا يتوقف دور الرجل فقط على جلب المال أو التوجيهات التربوية ، على الرجل أن يقتطع من وقته ليتقرب من أبنائه باللعب معهم وإجراء حوارات ودية معهم ، ذلك مهم جدا لتكوين أسرة دافئة مترابطة .
• المشاركة في القرارات التعليمية للأبناء ، ومتابعتهم في تعليمهم ودراستهم ، ولا مانع من تقسيم المواد مع الزوجة في متابعة الأبناء بها، بحيث لا يكون العبء كاملاً عليها مما يجعلها إما أن تقصر في متابعتهم أو أن يكون هذا سبباً لضغط شديد يقع عليها.
قد ينقص من المهام شيء أو قد يزيد .. لكن الأهم أن يقوم كلاكما بالتشارك والمصارحة والعمل لإكمال مهام الأسرة وسد فراغات البناء حتى يكون مكتملاً قوياً.
ورغم وجود هذه الأدوار إلا أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي من الممكن أن تكون سببا في كثير من المشاكل داخل الأسرة..
*فمثلا مفهوم أن أقصر طريق لقلب الرجل معدته هو مفوم خاطئ ربما انطبق على بعض الرجال ولكنها ليست قاعدة ولن يصل الطعام الى مشاعر القلب بأي حال من الأحوال.
*مفهوم أن الحب وحده يكفي لقيام حياة زوجية سعيدة، الحب وحده لا يكفي فلا بد من التوافق العقلي والفكري والاجتماعي،والاحترام المتبادل والتلاؤم كلها من العناصر الهامة وليس الحب وحده.
*مفهوم اغراق الزوج بمشاكل الاولاد وزيادة عددهم واستنزافه ماديا يجعله لا يستطيع ان يبعد أو يفكر في غير زوجته،مفهوم خاطئ بالطبع وربما عافر لحل مشكلاته المادية حتى يستطيع الهروب منها.
*مفهوم أن المرأة وحدها هي من تتحمل عبء السعادة الزوجية أو تعاستها،كيف ذلك وهي علاقة تبادلية مشتركة تعتمد على الطرفين.
*قلة حديث الرجل مع زوجته دليل على الملل وعدم الرغبة فيها والتفكير بآخرى،مفهوم خاطئ فطاقة الرجل في التحدث تختلف عن المرأة كما أن الحديث لا يقاس بطوله إنما يقاس بمحتواه.
*المرأة هي من تقوم بكل الأعمال المنزلية وتلبي كل احتياجات أفراد الأسرة وليس لها دخل في الشؤون الاخرى،مفهوم من الممكن ان يدمر الزوجة والاسرة بأكملها.
*الطاعة العمياء،فكثير من الازواج يعتقدون بوجوب طاعة الزوجة لهم دون نقاش أو محاورة وهذا مفهوم خاطئ.
*معنى الرجولة،،فيعتقد بعض الأزواج أنهم لكونهم رجالا فإنه يحق لهم أن يتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الأسرة وفي نفس الوقت لا يسمح لزوجته بممارسة دورها الأسري وانه لا يعتذر ابدا مهما أخطأ.
*وأخيرا المفهوم الخاطئ عن الحماة وعدم محبتها ومعاملتها بشكل سيء من قبل الزوجين .
ختاما عندما يتعرف قطبي الأسرة على دورهما بشكل سليم ،ومحاولة كل منهما الالتزام به،وتقدير كل طرف للاخر وعدم تحميله فوق طاقته،والابتعاد عن المفاهيم الخاطئة التي تعتبر الفتيل الأول في اشتعال المشاكل وبالتالي في تهديم كيان الأسرة،هنا فقط نستطيع أن نجزم الى حد كبير بأننا حققنا التوازن والسعادة والاستمرارية لهذه الأسرة.