في دراسة عملتها جامعة كوبنهاغن (أكبر وأقدم جامعة في الدنمارك)، وصل فيها الفريق اللي اشتغل على الدراسة ان الاشخاص اللي عايشين لوحدهم من غير دعم نفسي من حد أكتر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بالآخرين، وقالت إنهم معرضين أكتر لمشاكل واضطرابات القلب.
وللأسف المجتمع اللي احنا عايشين فيه بيعتبر الوحدة شئ طبيعي سهل التعامل معاه، ولو حد اشتكى منها بينصحوه بالقرب من ربنا والتركيز على العبادات _ كحل لكل المشاكل النفسية_،مع ان الموضوع ملوش أي علاقة بالجانب الروحاني..
إزاي تعرف إنك بتواجه المشكلة دي؟
الوحدة نوعين
نوع اختياري، وده لأن الشخص نفسه بيبقي انطوائي وكاره للمجتمع اللي حواليه، و دي حلها سهل، بمجرد ما بتلاقي شغفك وبتنضم لمجتمع صغير بيمارس نفس الشغف، وحدتك هتختفي.
ونوع إجباري، وده لأن فعلا مفيش حواليك حد، وده بيعتبر آفة العصر اللي عايشين فيه.
كله بقى معظم يومه في الشغل، بنعتمد على السوشيال ميديا في التواصل، اجتماعات العيلة اختفت بشكل كبير، الأصحاب بقوا مبيخرجوش زي الأول ولو خرجوا كل واحد ماسك موبايله وعايش معاه في عالم تاني.
حتى الزوج والزوجة بقوا وهما جنب بعض حاسين بالوحدة، مبقاش في لغة حوار، وبقينا بنركز أكتر على مشاكل البيت والأبناء والحالة الاقتصادية وبننسى أساس الأسرة في التواصل.
والحل؟
خليك صادق مع نفسك
الثقة في النفس والاهتمام بالصحة النفسية هما الحل الأمثل وقت ما تحس بالوحدة، لو كنت واثق في ذاتك هتعترف ان في مشكلة وهتطلب حلها من شخص مختص.
أدخل مجتمعات جديدة
انضم لنادي ومارس رياضة جديدة، اختار قهوة بعيذ عن البيت واتعرف على اللي قاعدين وكون صداقات، أقفل الموبايل شوية وانزل قابل أهلك واصحابك القدام، انضم لمجموعات استشارات نفسية، الخطوات دي حتى لو بانت صغيرة هتفرق كتير في نفسيتك.
افحص ماضيك
مرورك بتجارب سيئة زمان ممكن يكون السبب في وحدتك، حد كسر قلبك وخلاك فاقد الثقة في الناس اللي حواليك، أو حد كنت قريب منه وبعد عنك ف عقلك رفض يقرب أو يتعلق من حد تاني عشان ميتجرحش تاني.
بص بصة على الماضي وافهم انت ليه حاسس كده، بمجرد ما تفهم هتتقبل الموقف وتعرف تعديه وميأثرش فيك تاني.
افهم وحدتك صح
انت بترتاح فين؟ بتحب التجمعات الصغيرة ولا الكبيرة؟ العيلة ولا الأصحاب؟ ناس بتحب القراية ولا الموسيقي؟ موهبتك أو شغفك ايه؟
بمجرد ما تفهم راحتك فين روحلها، وساعتها هتعرف ان في ناس شبهك تقدر ترتاح في الكلام معاهم.
حدد أهدافك من أول وجديد
الوحيد بيبقى فاقد للهدف من الحياة وده اللي بيدخله في حالة من الاكتئاب تنتهي بالموت أو المرض، حدد أهدافك من أول وجديد وحط لنفسك هدف طويل وقصير المدى.
الاسبوع ده هتعلم حاجة جديدة، هروح مطعم جديد، هدخل سينما، الاسبوع الجاي هقرأ في مجال جديد.
السنة دي مش هتخلص غير وانا مجرب اتعلم لغة جديدة، بمارس رياضة بشكل منتظم، ومسافر مكان هادي فيه تجمعات لطيفة تساعدني أخرج من وحدتي.
كون أسرة
ممكن الحل ده يبان صعب، بس ربنا ليه حكمة في إنه يقول اللي يقدر على الجواز يتجوز.
الإسراع في الجواز بعد ما تلاقي الشريك المناسب يعتبر أحسن حل، مفيش أفضل من شخص تاني يفهمك ويقدرك ويساعدك تبني أسرة ويبقى ليك أهداف جديدة يشاركك فيها.
الجواز جماله في رحلته وصعوبتها، ولحظة الوصول لبيت هادي وحضن يهون كل اللي فات.
أخرج دور على شريك حياة يعرفك قيمة الحياة من تاني، وزي ما الرسول قال :
“من استطاع منكم الباء فليتزوج”.