مقالات تطوير الذات

من يفكر في الجنس أكثر .. الرجال ضد النساء .!؟

أقل من دقيقة للقراءة

هل سبق أن سمعت الادعاء الشعبي الشهير، بأن «الرجال يفكرون في الجنس كل سبع ثوان» أي ما يزيد على (8000) مرة في اليوم! إنه ادعاء، فلا توجد دراسة بحثية تدعم ذلك الادعاء على الإطلاق.

لقد تمت دراسة وتيرة الأفكار الجنسية في الماضي ولكن كل دراسة -باستثناء واحدة- اعتمدت على آراء ذاتية فضفاضة، فالأشخاص ليسوا جيدين في تقييم مثل هذه المعلومات، ومن المرجح أن تتأثر تقييماتهم بآراء مسبقة لما سمعوه من أفكار حول تكرار الأفكار الجنسية وتوقعاتهم لنوعهم.

هذا وكشفت دراسة جديدة لأستاذ علم النفس في جامعة ولاية أوهايو في مانسفيلد، الدكتور «تيري دي فيشر» عن تضارب العدد الفعلي لترددات الأفكار الجنسية بين الرجال والنساء.

وفي بحثٍ آخر لمعالجة مشكلة دراسة الأفكار الجنسية، أُجرِيَ على طلاب المرحلة الجامعية، قدمه الباحث «زاك ماري جو»، استخدم فيه عدادًا رقميًا صغيرًا يُلبس في اليد، لرصدِ عدد مرات الأفكار الجنسية في اليوم، ولكن «زاك» لم يطلب من المشاركين بشكل خاص التركيز على النشاط الجنسي، لكي لا يأثر على من اختار المشاركة في الدراسة، بل يمكنهم رصد كل أنواع الأفكار الأخرى المستندة إلى الحاجة التي يملكها الناس على مدار اليوم.

فطلب زاك من بعض المشاركين تتبع أفكارهم حول الجنس، والبعض الآخر تتبع أفكارهم حول الطعام، وآخرون حول النوم، مع تسجيل مجموع عداد رصيدهم كل ليلة ثم إعادة تعيين العداد لليوم الجديد.

وكانت النتيجة، فمن أصل بيانات إجمالي (283) طالبًا تتراوح أعمارهم بين (18-25) عامًا، كانت التقارير اليومية توضح أن كُلًّا من الرجال والنساء متغيرون إلى حد كبير، حتى الذين تابعوا نوعًا واحدًا من الأفكار (حول الجنس أو الطعام أو النوم).

وعند رصد تفاعلهم مع الأفكار الجنسية، تراوح التعداد من (1-388) بالنسبة للرجال، أي بمتوسط (18.6)، وبالنسبة للنساء من (1-140)، أي بمتوسط (9.9)، وعلى الرغم من أن التباين بالنسبة للنساء أقل تطرفًا، لكنه لا يزال كبيرًا جدًا.

وأشارت الاختبارات إلى أن عدد الأفكار حول الجنس لم يكن أكبر من الناحية الإحصائية من عدد الأفكار عن الطعام والنوم، حيث كان لدى الرجال المزيد من الأفكار حول جميع تلك المجالات الثلاثة أكثر من النساء، وهذه النتائج ترسم بالضرورة صورة مختلفة عن الرجال بعيدة عن أسطورة التفكير في الجنس عدة مرات في الدقيقة.

فقد كان الرجال النموذجيون في هذه العينة يفكرون في الجنس مرة أو مرتين في الساعة لا أكثر ولا أقل، ومن الناحية الإحصائية كانوا يفكرون في الأكل أو النوم بشكل أكبر.

وهناك بعض الأدلة على أن بعض النساء على الأقل يترددن في الإبلاغ عن أنواع معينة من الأفكار، بسبب الأفكار الاجتماعية والقوالب النمطية، فكانت النساء يملن إلى الإبلاغ عن أفكار أقل عن الجنس وعن الطعام، بينما لم ترتبط النتائج الاجتماعية للمرأة بأفكارها المتعلقة بالنوم مثلًا، ربما بسبب عدم وجود قوالب نمطية حول المرأة والنوم كما هو الحال حول النساء والجنس.

ومن المثير للاهتمام، أنه عندما طُلب من المشاركين قبل بدء الدراسة الإشارة إلى عدد المرات التي يفكرون فيها في اليوم حول الجنس والغذاء والنوم، أبلغ الرجال عن التفكير في الجنس أكثر من النساء، ولكن هذا ليس بالطبع ما وجدناه بعد أن قام المشاركون بالفعل بتتبع أفكارهم حول الجنس.

بالإضافة إلى ذلك، كانت ترددات التفكير المقدرة أقل قليلًا من الترددات المحسوبة الفعلية، لكل المواضيع الثلاثة المتعلقة بالاحتياجات.

وعلى الرغم من أن هذه كانت دراسة عن الاختلافات بين الجنسين، إلا أن معظم التغطية الإعلامية ركزت فقط على نتائج الذكر، وتجاهلت الفكرة القائلة بأن اختلاف الجنس أصغر بكثير مما كان يعتقد الناس في السابق، وأهملت أيضًا درجة اختلاف الرجال عن بعضهم البعض فيما يتعلق بتكرار الأفكار الجنسية.

والرسالة التي يُلح البحث على إيصالها هي أن الناس يختلفون تمامًا عن بعضهم بعضًا، من حيث تواتر أفكارهم حول الجنس، على الرغم من أن الرجال في الدراسة -في المتوسط-​​ قد أفادوا بمزيد من الأفكار عن الجنس أكثر من النساء، فقد أفادت الكثير من النساء عن أفكار جنسية أكثر من العديد من الرجال.

وذلك يلغي المفهوم الشائع بالتباين الكبير بين الرجال والنساء في مجال الجنس.

المصدر : الباحثون المصريون


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *